لاشك أن اهتمام صاحب العمل برعاية العمال وجودة حياتهم، فضلًا عن توفير الاحتياجات والمرافق الأساسية في سكنهم، من شأنه أن يعود عليه بالعديد من المزايا غير الملموسة، إذ أن ذلك سوف ينعكس على رفاهية العمال بشكل عام، وبالتالي على إنتاجيتهم وكفاءتهم في العمل.
ويعتبر الحرص على حفظ كرامة العمال من الأمور المهمة شأنها شأن الحرص على توفير الجودة والرعاية للعمال. إذ تؤكد منظمة العمل الدولية على أن الظروف المعيشية الكريمة حق أساسي للعمال، ويشمل مفهوم “الكرامة” الظروف المعيشية الأخلاقية التي تقدّر وتحترم وتحمي خصوصية العامل وسلامته وتغذيته وصحته ونظافته العامة ورفاهيته.
إن الشركات والمقاولين الذين يدركون هذا الحق ويقدّرون ما يترتب عليه من مزايا سوف يحرصون دومًا على أن يكون من أولوياتهم اختيار حلول سكنية تقدم رعاية شاملة للعمال.
فالعمال الذين يعيشون بعيدًا عن أسرهم، وفي ظروف صعبة في كثير من الأحيان، يحتاجون إلى أكثر من مجرد سرير عادي أو دورة مياه أو وجبة طعام. إنهم بحاجة إلى منزل يرجعون إليه بعد انتهاء عملهم ويشعرون أنهم يحظون بالرعاية في مجتمع يوفر لهم كل ما يحتاجون إليه.
إن القوى العاملة هي بلا شك عنصر مهم في مسيرة التنمية لأي بلد، كما أنها تشكل الركيزة الأساسية التي يقوم عليها الاقتصاد المتين. وبالتالي، يجب أن تكون هذه الركيزة قوية وتحظى بالدعم الذي لن يتوفر في المساكن متدنية الجودة.
أما مرافق إقامة العمال التي تراعي معايير منظمة العمل الدولية فهي توفر لهم كل ما يلزم للتمتع بحقهم الأساسي في المسكن الجيد، بما في ذلك سلامة المبنى ونظافته ومراعاته لاحتياجات العامل من حيث الصحة والتغذية والرفاهية، فضلًا عن توفير المرافق الترفيهية والاعتناء بغسل ملابسه ونظافته العامة.
وهكذا، يمكننا القول أن مرافق الإقامة التي تراعي ذلك هي بمثابة محرك للنمو الاقتصادي، كما أنها تتيح لأصحاب العمل ميزة التحكم في التكلفة.
هل تعلم؟
وفقًا لمعايير المساكن الخاصة بمنظمة العمل الدولية، يتعين توفير غرف استراحة وترفيه وكذلك مرافق صحية، إن لم تكن متوفرة في المنطقة التي تقع فيها مساكن العمال.