الصحة والسلامة هما الركيزة الأساسية لنجاح أي شركة على المدى البعيد
اتجهت أنظار الخبراء في مجال الصحة والسلامة والبيئة إلى موضوعات مثل الوقاية من الإصابات والوفيات في مكان العمل باعتبارها من أهم التحديات التي تواجه الشركات في الوقت الحالي، ما يعكس أهمية الصحة والسلامة في مكان العمل. فبحسب ما جاء في الميثاق العالمي للأمم المتحدة، يتوفى كل عام 2.78 مليون شخص بسبب وظائفهم، فيما يتعرض أكثر من 374 مليون شخص للإصابة أو المرض من خلال الحوادث المرتبطة بالعمل. الجدير بالذكر أن السبب في ظروف العمل غير الآمنة وغير الصحية يرجع في كثير من الأحيان إلى وجود ثغرات في الحوكمة وعدم كفاية المعرفة أو الموارد و عدم الاستدامة في ممارسات الأعمال، أو غياب ثقافة الوقاية من المخاطر أو تخفيفها.
وعلى الرغم من أن الشركات قد تُضطر في كثير من الأحيان إلى أخذ مخاطرة واحدة أو اثنتين من أجل نجاح أعمالها، بحيث تعتبر الوقاية من المخاطر هي المنهجية المثلى لضمان استدامة بيئة الأعمال، فالاهتمام بالصحة والسلامة لا يقتصر أثره على تعزيز رفاهية العمال، بل يشمل أيضًا توفير العديد من الفرص لتعزيز الكفاءات المختلفة في أي مؤسسة.
فيما يلي خمس خطوات يجب اتخاذها لتعزيز الصحة والسلامة في مكان العمل.
1. إدارة الفعّالة للمخاطر: ويُقصد بها قدرة الشركة على تحديد المخاطر المحتملة وتقييمها وقياسها وتطبيق الضوابط المطلوبة، وبالتالي يمكنها التخفيف من هذه المخاطر أو منع وقوعها من الأساس. وعلى الشركة أن تحرص على مراقبة سياسات إدارة المخاطر ومراجعتها بانتظام لتقرر ما إذا كانت هذه السياسات تحقق الغرض منها أم لا، ومن ثمّ يمكنها إدخال أي تغييرات قد تكون ضرورية.
2. التزام القيادة: يجب أن تكون القيادة العليا نموذجًا يُحتذى به في الالتزام برسالة الشركة فيما يتعلق بالصحة والسلامة والبيئة، فعندما يرى العمال أن مدرائهم المباشرين والإدارة العليا يراعون القواعد بدون أي استثناءات، سوف يحرصون، على الأرجح، على المشاركة في جهود التخفيف من المخاطر والامتثال للضوابط ذات الصلة.
3. التدريب: يمكن للشركة تحسين كفاءات الصحة والسلامة من خلال تطبيق الممارسات التدريبية الملائمة التي تضمن أن الجميع على دراية بأهمية خلق بيئة عمل آمنة وأنهم يتعاونون من أجل تحقيق هذا الهدف.
4. مشاركة الموظفين: بدلًا من تثبيط سلوك المخاطرة لتوفير الوقت أو الجهد يجب على الشركة الحرص على إشراك الموظفين في تقييمات المخاطر واجتماعات السلامة، إلى جانب تعيين ممثلي للصحة والسلامة في مكان العمل وتقديم دعم ملموس لهم في الحفاظ على السلامة في مكان العمل.
5. نظام إدارة الصحة والسلامة والبيئة: يجب تنفيذ نظام ملائم لإدارة الصحة والسلامة في شركتك، ويمكنك أن تبدأ بالامتثال لمعيار 45001 ISO.
تستطيع الشركات الناجحة أن تتقدّم في عالمنا المليء بالتغييرات السريعة من خلال توفير مكان عمل صحي وآمن لا يسبب أي ضرر، سواءً للموظفين أو البيئة، فالاستثمار في ممارسات الصحة والسلامة والبيئة من شأنه أن يضمن مزيدًا من الكفاءة والإنتاجية في مكان العمل، بالإضافة إلى حماية البيئة والحد من المخلفات والتلوث، كما أن حفاظ الشركة على سجل إنجازات حافل في مجال الصحة والسلامة سوف يعزز مكانتها كبيئة عمل رائعة. وفي المقابل، قد تتعرض الشركة التي لا تهتم بتوفير مكان عمل صحي وآمن لخسائر في الأرباح، وربما في العملاء والأعمال أيضًا.